الأبعاد الخفية في السلالم

السلم/الدرج أحد العناصر الخدمية الرئيسة في أي منشأة، وظيفيا تتعلق بكونها عنصر التواصل الرأسي بين الأدوار المختلفة والفراغات في عدة مستويات.

مؤخرا، السلالم أضحت أحد العناصر المميزة للتصميم، ويتم التعامل معها من باب الحس الجمالي الذي يضيفه إلى الفراغ، مع سهولة الاتصال به، هنا بعض أهم النقاط التي يجب أخذها بالإعتبار عند البدء في تخطيط السلم:

• موقع السلم:

السلم والفراغات لهما علاقة وثيقة، على مستوى الدور نفسه بنفس المستوى أو على المحور الرأسي، إذ أن وجود السلم وبمقاسات معينة، سوف يؤثر بالفراغات من حيث الحجم وطريقة ربط محاور الحركة لها مع السلم.

فتحديد موقع السلم، لابد أن يكون بالإعتبار مع البرنامج الفراغي -الفراغات المطلوب توفيرها- فتموضع الدرج له حساسيته في هذه المسألة.

• سلم رئيسي أم خدمة؟

تحديد وظيفة السلم و مستخدميه، تحدد المعالجة التصميمة الأفضل له، على أنه يؤثر على حجم السلم وطبيعة استخدامه، وكذلك على القرارات الرئيسية فيه.

• هل ستعبر من تحت السلم؟

إذا كان السلم يتقاطع مع أحد محاور الحركة وخصوصا للعبور من تحت السلم، لابد من يتحقق الارتفاع المناسب لذلك، بحيث يكون أقل ارتفاع 180 - بمعنى أن تكون أخفض نقطة من محور المرور تكون عند العتبة 16 -

• المقاسات المناسبة

- من واقع تجاربنا ومشاريع الذي صممناها ونفذناه، أقل عرض للعتبة الواحدة لا تقل عن 1.20 متر - صافية، مع الدرابزين تترواح بين 1.25-1.30 متر- على أن تكون ارتفاع العتبة (القائم) يترواح بين 15-17 سم ولا يقل عرض العتبة (النائم) عن 25-30 سم.

وأحد أهم القياسات المفروض تحقيقها في السلم هي مقياس البسطة/المستراح ، إذ كلما كانت واسعة كانت خدمتها في نقل وتحريك الأثاث أفضل، ويفضل أن لا تقل عن 1.30 -1.4 متر

- بالإضافة إلى كون السلم رئيسي أو جانبي، لربما هذه القياسات يكون فيها تسامح، لكن يجب أن لا تقل عما هو مسموح في كود البناء السعودي.

- مقاس السلم كذلك سوف يتأثر بإرتفاع الأدوار، و إن كانت خطوط الخدمات سواء من الكهروميكانيكة أو الأسقف الديكورية المستعارة تحت السقف. إذا كلما زاد الإرتفاع للسقف، كلما تطلب توفير عدد أكثر من العتبات، وبدوره زيادة استطالة السلم أو انحناؤه - على حسب شكله العام- على أنه بأي حال من الأحوال، يجب أن تبقى مقاسات العتبات موحدة في الارتفاع والعرض.

* السلم والمصعد الارتباط والإنفصال

السلم والمصعد يولدان محاور حركة خفية لاستخدامهما وللتوزيع منهما، فكلما كانا قريبين من بعضهما البعض، كلما قللنا الهدر في متطلبات الحركة لهما، بل وزيادة كفاءة المساحات والتوزيع الأمثل للفراغات المخدومين بهما.

• شكل السلم وتشطيبه

نفضل أن يكون السلم بسيط في شكله وفي تشطيبه، فكلما تعقد شكل السلم، كلما تطلب أمور فنية خاصة به في المراحل الحالية واللاحقة في تصميمه وتنفيذه وتشطيبه.

فلا فرق بين كون السلم دائري أو مستطيل أو مربع، أكثر من تحقق الخدمة المطلوبة منه على الوجه الأمثل.

- لتشطيب السلم هنالك شيئين رئيسييين: في مرحلة العظم ومرحلة التشطيب:

- في مرحلة العظم: عندما يكون السلم عادي، أو "منشاري" يؤثر على قيمة تنفيذه بالنسبة للمقاول، تكلفته اللاحقة في التشطيب. فلا بد هنا من التأكيد على نوعيته من بدايات التخطيط للمشروع لكي تكون موثقة ومفصلة في المخططات التنفيذية.

- في مرحلة التشطيب: هذه المرحلة هي المرحلة الحاسمة في علاقة السلم بصريا وفراغيا، إذ اختيار مواد التشطيب أساسي في إبراز جمالية الدرج وفخامته، فاختيار مواد التشطيب وألوانها، مع تنسيق تصميم وشكل و لون الدرابزين يؤثران على بعضيهما البعض، وأحد جماليات السلم، طريقة الإضاءة التي تتناسب وتتسق معه.

• إضاءة السلم

- إما أن تكون طبيعية أو صناعية

- كون الإضاءة الطبيعية تدخل على حيز السلم سواء من النوافذ الجانبية أو الإضاءات السقفية SKY LIGHT تعطي جمالي استثنائية للسلم، وخصوصا لكونه رابط بين الدورين، وبشكله وتفاعل الإضاءة على مختلف أوقات النهار معه، يعطي السلم جوه المميز والاستثنائي.

- الإضاءة الصناعية؛ أيا كان أسلوب تطبيقها، سواء على جانب السلم جداريا، أو في العتب، أو من خلال الدرابزين، أو من خلال توفير ثريات سقفية مميزة، كلها خيارات مطروحة، بشرط تناسقها العام مع شكل السلم وتشطيبه. وهذا يستدعي التأسيس لخطوط الإنارة والكهرباء المسبقين في مرحلة العظم.

• السلم كعنصر إنشائي

إنشائيا، السلم يرتبط مع السقف بشكل وثيق، كونه عنصر فاتح فيه بين الأدوار، فالمتطلبات الإنشائية له يجب مراعاتها منذ التخطيط الأولي للمشروع، بل وشكل السلم لن يتم إلا بحل كافة العناصر الإنشائية المرتبطة به، خصوصا من حيث موقع الأعمدة والجسور الرابطة، أو إذا كان نفس السلم فيه تعبير إنشائي واضح، كأن يكون معلق جانبيا أو بواسطة جسر وسطي.

#السلم #التصميم #المعماري #تصميم_السلم #الدرج